كتبت: سارة هليل
منذ إشراقة شمس التاسع من ذي الحجة، تدفقت جموع حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات، حيث تتجلى أعظم لحظات الإيمان في موسم الحج، ويؤدون الركن الأعظم بروحٍ تغمرها الطمأنينة والدعاء والتضرع، راجين عفو الله ورضوانه، وسط أجواء روحانية لا تُضاهى.
وانطلقت مواكب الحجيج من مشعر منى في تحرّك منسّق رافقته استعدادات أمنية فائقة، حيث تولت فرق القطاعات الأمنية المختلفة تنظيم حركة السير، وتوجيه الحجاج عبر المسارات المخصصة بكل سلاسة، لضمان سلامتهم وتيسير رحلتهم إلى عرفات بكل يسر وأمان.
وقد اكتملت جاهزية جميع الجهات الخدمية والطبية والتموينية العاملة في مشعر عرفات، حيث تم توفير كافة الاحتياجات لضيوف الرحمن الذين تقاطروا من شتى بقاع الأرض لأداء مناسكهم بكل راحة واطمئنان، في مشهد تتكامل فيه الجهود وتُجسد فيه معاني التفاني في خدمة ضيوف الرحمن.
ورصدت وكالة الأنباء السعودية سير الحشود من منى إلى عرفات، حيث سادت حالة من الانسيابية والانتظام في التصعيد، دون تسجيل عوائق تذكر، في دليل على نجاح الخطط التشغيلية والتنظيمية لهذا اليوم العظيم.
ويؤدي الحجاج – بمشيئة الله – صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة، اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ الذي قال: “خذوا عني مناسككم”. ومع غروب شمس يوم عرفة، تبدأ النفرة المباركة إلى مزدلفة، حيث يصلّون فيها المغرب والعشاء، ويبيتون حتى فجر اليوم التالي، اتباعًا لهدي المصطفى ﷺ الذي بات بها وصلى فيها الفجر.
بهذه الخطى الواثقة، يعيش ضيوف الرحمن تفاصيل رحلة الحج كما عاشها خير البشر، مستشعرين معاني الطاعة والتقوى والرجاء، على أرضٍ أكرمها الله بالذكر والتقديس.