كتبت: سارة هليل
في إنجاز يعكس تطور البنية التحتية الذكية في قطاع الطيران، سجلت منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا أدنى نسبة عالمية لأخطاء مناولة الأمتعة خلال عام 2024، وفقًا لأحدث تقارير شركة “سيتا” العالمية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات لقطاع السفر.
وأفاد تقرير “سيتا لتحليلات تكنولوجيا الأمتعة لعام 2025” بأن معدل الخطأ في مناولة الأمتعة في الشرق الأوسط وأفريقيا بلغ 6.02 حقيبة لكل ألف مسافر، وهو الأدنى بين جميع المناطق حول العالم، مما يعزز موقع المنطقة كأحد أكثر مراكز السفر كفاءة من حيث خدمات الأمتعة.
أما على المستوى العالمي، فقد سجلت الصناعة انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الخطأ، حيث بلغ المعدل 6.3 حقيبة لكل ألف مسافر، مقارنة بـ 6.9 حقيبة في عام 2023، رغم نمو حركة السفر بنسبة 8.2% خلال العام ذاته. ويُعد هذا التحسن جزءًا من منحنى تنازلي طويل المدى، إذ انخفضت الأخطاء بنسبة 67% مقارنة بعام 2007.
ورغم التقدم الواضح، إلا أن تحديات مناولة الأمتعة لا تزال تكلف القطاع أعباء مالية ضخمة، حيث وصلت الخسائر الناتجة عن الأخطاء في تسليم الأمتعة إلى نحو 5 مليارات دولار أمريكي خلال عام 2024، مما يعزز الحاجة إلى حلول أكثر تطورًا واستثمارًا في تقنيات تتبع الأمتعة بشكل فوري وذكي.
وعلى صعيد الأداء التشغيلي، أظهر التقرير أن شركات الطيران نجحت في معالجة 66% من حالات الخطأ (22.2 مليون حقيبة) خلال أول 48 ساعة باستخدام أداة التتبع العالمية “وورلد تريسر”، بل تم حل 25% من هذه الحالات خلال أقل من 12 ساعة، ما يعكس كفاءة الأنظمة التقنية المعتمدة.
وأشار التقرير إلى أن التحول التكنولوجي في قطاع الأمتعة تجاوز مرحلة التجريب، إذ باتت أدوات التتبع الفوري، والتحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والخدمات الذاتية جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التشغيلية، ما ساهم في تقليل الأخطاء وتحسين دقة التعامل مع الأمتعة.
وتمت ترجمة هذه التطورات إلى تحسن واضح في تجربة المسافرين، حيث تمكن 42% من الركاب من تتبع حالة أمتعتهم لحظيًا خلال 2024، فيما عبّر قرابة نصف المسافرين عن رغبتهم في مزيد من الابتكار في هذا المجال، معتبرين أن التتبع عبر الهاتف المحمول سيعزز ثقتهم بالخدمة، بينما شدد 38% منهم على أهمية استخدام البطاقات الرقمية للتعريف بالأمتعة.
وتشير التوقعات إلى أن مستقبل إدارة الأمتعة يتجه بسرعة نحو حلول متقدمة تعتمد على الرؤية الحاسوبية والأدوات المحمولة وتقنيات الأتمتة، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لتقديم تجارب سفر أكثر أمانًا وسلاسة واعتمادية في السنوات القادمة.