كتبت: هاجر حمزة
في خطوة تُعد من أبرز التحولات الاستراتيجية ضمن «خطة دبي الحضرية 2040»، يستعد “الخط الأزرق” لمترو دبي لإحداث تأثيرات جذرية على خريطة الاستثمار العقاري في الإمارة، واضعًا ملامح جديدة للنمو السكاني والاقتصادي، ومكرسًا مفهوماً جديدًا للتنمية المستدامة في واحدة من أسرع مدن العالم نموًا.
وبحسب تحليل متخصص أجرته شركة «دبليو كابيتال» للوساطة العقارية، فإن إطلاق هذا المشروع الضخم يتجاوز كونه مجرد إضافة على شبكة النقل العام، ليشكّل عامل تحفيز محوري في إعادة توزيع جاذبية الاستثمار داخل المدينة، عبر ربط مناطق استراتيجية مثل الورقاء، مردف، ومدينة دبي الأكاديمية، بمراكز حيوية كميناء جبل علي ومطار دبي الدولي، ما يخلق جسورًا تنموية بين الضواحي والمراكز الاقتصادية.
وتؤكد الشركة أن هذه الربطية الجديدة تمثل فرصة نادرة للمستثمرين والمطورين العقاريين، خصوصًا أن الدراسات تشير إلى أن وجود محطة مترو بالقرب من أي موقع يرفع من قيمة العقارات المجاورة بنسبة تتراوح بين 15% إلى 25%، ويرفع معدلات الإشغال والإيجارات بشكل ملحوظ خلال السنوات التالية للتشغيل.
ولا تقف المكاسب عند حد الارتفاعات السعرية؛ إذ يشهد السوق بالفعل موجة اهتمام مبكر من المستثمرين نحو المناطق التي ستغطيها شبكة الخط الأزرق، حيث ارتفع الطلب على الأراضي والوحدات في محيط شارع الشيخ محمد بن زايد، ومردف، ومدينة دبي الأكاديمية، بنسبة تجاوزت 30% مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس تحوّلًا في خريطة أولويات المستثمرين.
ويشير وليد الزرعوني، رئيس مجلس إدارة «دبليو كابيتال»، إلى أن المشروع يُجسد انتقالًا نوعيًا نحو اللامركزية في السوق العقاري بدبي، إذ لم تعد المناطق المركزية وحدها هي محور الجذب، بل باتت الضواحي الجديدة تمتلك عناصر تنافسية بفضل ارتباطها بالبنية التحتية الحديثة.
ويضيف أن هذه النقلة ستفتح آفاقًا لمشاريع سكنية متوسطة التكلفة، وتوفر حلولاً ملائمة لشرائح أكبر من السكان، وتخلق مناخًا أكثر توازنًا بين العرض والطلب في السوق العقاري، مع تعزيز التنوع الجغرافي للفرص الاستثمارية.
وتلفت «دبليو كابيتال» النظر إلى أهمية التفكير الاستباقي في الاستثمار، مشيرة إلى تجارب مماثلة عند إطلاق الخطين الأحمر والأخضر سابقًا، حيث ارتفعت أسعار العقارات بشكل لافت عقب بدء التشغيل. وهذا ما يجعل من الاستثمار المبكر في مناطق الخط الأزرق فرصة استراتيجية لتحقيق عوائد متصاعدة مع مرور الزمن.
ويُتوقع أن يعزز الخط الأزرق أيضًا من جودة الحياة الحضرية، من خلال تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، وتخفيف الازدحام، وتحسين التنقل، وهو ما يرفع من جاذبية المناطق السكنية ويزيد الطلب عليها للسكن والعمل.
ومن جانب آخر، سيلعب المشروع دورًا في تنشيط الأنشطة التجارية والمراكز التجارية الواقعة ضمن مساره، عبر زيادة تدفق الزوار، وتسهيل وصول الموظفين والعملاء، بما يُترجم إلى أداء اقتصادي أقوى، وانتقال عدد أكبر من الشركات والمكاتب إلى مناطق ذات كفاءة تشغيلية أعلى.
وفي ختام رؤيتها، تؤكد «دبليو كابيتال» أن مشروع الخط الأزرق هو أكثر من مسار نقل جديد، بل هو محور تنموي شامل يُعيد تشكيل ملامح دبي المستقبلية، ويمثل فرصة ذهبية للمستثمرين والمطورين ممن يبحثون عن رؤى طويلة الأمد تنسجم مع الخطط الحضرية المتقدمة التي تتبناها الإمارة.