المغرب/ كتبت: هاجر حمزة
في إنجاز غير مسبوق يعكس استعادة القطاع السياحي المغربي لعافيته بقوة، سجّل المغرب تدفقًا استثنائيًا في عدد السياح خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، بلغ 5.7 ملايين زائر، محققًا نسبة نمو تبلغ 23% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
هذا النمو القوي لم يتوقف عند أعداد الزوار فقط، بل شمل أيضًا مؤشرات الأداء الأخرى، إذ تجاوزت ليالي المبيت 9 ملايين ليلة، بزيادة قدرها 15%، في حين بلغت عائدات السياحة من العملة الصعبة 34 مليار درهم، مسجلة نموًا بنسبة 7.5%، ما يرسّخ موقع المملكة كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى القارة الإفريقية والمنطقة المتوسطية.
ويُعزى هذا الأداء القوي إلى سلسلة من التدابير الاستراتيجية التي اتخذتها الحكومة المغربية، وفي مقدمتها خطة الإنعاش السياحي التي رُصد لها غلاف مالي يبلغ 2 مليار درهم، وأسهمت في تسريع تعافي القطاع بعد الجائحة، إضافة إلى خارطة الطريق 2023–2026، التي خصص لها تمويل يقدَّر بـ 6.1 مليار درهم، وبدأت نتائجها تظهر بشكل فعلي منذ العام الماضي، مع مواصلة تحقيقها لنتائج إيجابية متنامية.
وترتكز هذه الخارطة على إعادة صياغة العرض السياحي الوطني انطلاقًا من تجربة الزائر، من خلال تطوير 9 سلاسل موضوعاتية تشمل مجالات ثقافية وطبيعية وترفيهية، إلى جانب 5 سلاسل أفقية تضمن توزيعًا عادلًا للفرص عبر جميع الجهات، بما يتماشى مع المؤهلات السياحية لكل منطقة.
وقد أثبتت المؤشرات الراهنة أن السياحة المغربية، مدفوعة برؤية استراتيجية واضحة وتدخلات حكومية فاعلة، تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق طفرات نوعية، ليس فقط على مستوى عدد الوافدين، بل أيضًا في حجم الاستثمارات والعوائد الاقتصادية، مما يعزز من مكانة المملكة كوجهة رائدة ومستدامة في السوق السياحي الدولي.