السائح الخليجي: هدى الشريف
في تطور قد يُحدث تحولاً جذرياً في مفهوم السفر الدولي، كشفت الصين عن تصميم لطائرة تفوق سرعتها الصوت، قادرة على التحليق بسرعة مذهلة تبلغ 20 ألف كيلومتر في الساعة. هذه السرعة الهائلة تُمكّنها من الدوران حول الكرة الأرضية في زمن لا يتجاوز ساعتين!
تعتمد الطائرة الجديدة على محرك ثوري يستخدم تقنية “الاحتراق الدوراني والمائل”، مما يمثل قفزة غير مسبوقة في مجال الطيران. يُتوقع أن تحدث هذه التقنية ثورة في التنقل بين القارات، حيث ستنخفض مدة الرحلات الطويلة من ساعات إلى دقائق، وفقاً لما ذكرته مجلة “Sustainability Times” ونقلته “العربية Business”.
للتوضيح، يمكن اختصار مدة الرحلة النموذجية من نيويورك إلى لندن – التي تستغرق حالياً نحو 7 ساعات – إلى 16 دقيقة فقط باستخدام هذه التقنية.
يركز تصميم المحرك على تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة وضمان الاستقرار عند السرعات القصوى، وهو ما قد يُسهم في خفض انبعاثات الكربون مقارنة بالطائرات التقليدية. قد يبدو هذا الإنجاز ضرباً من الخيال العلمي، لكنه ثمرة عقود من الأبحاث في مجال الطيران الأسرع من الصوت، تماماً كما تساهم الظواهر الكونية في دفع عجلة التقدم العلمي.
العجائب التقنية وراء السرعة الفائقة
يعمل المحرك الفائق السرعة من خلال مرحلتين أساسيتين:
1. التفجير الدوراني حتى سرعة 7 ماخ
2. التفجير المائل لسرعات تتجاوز 7 ماخ
في المرحلة الأولى، يتحرك الهواء بشكل حلزوني داخل حجرة أسطوانية، مولّداً موجة تفجير مستمرة تعزز قوة الدفع والكفاءة بشكل كبير. عند تجاوز الطائرة لسرعة 7 ماخ، يتحول المحرك إلى نظام التفجير المائل، حيث يُضغط الهواء ويُشعل بزاوية محددة، مما يضمن ثباتاً عملياً عند السرعات الهائلة.
رغم ذلك، تواجه هذه المعجزة التكنولوجية تحديات جوهرية. فالسرعات الفائقة تولّد حرارة هائلة تتطلب تطوير مواد متقدمة مقاومة للإجهاد الحراري. كما تُعدّ مسائل السلامة المتعلقة بنقل الركاب بهذه السرعات مصدر قلق بالغ الأهمية. يجب حل هذه العقبات قبل أن يصبح السفر الأسرع من الصوت خياراً متاحاً للجمهور.
وتلعب العوامل البيئية دوراً محورياً أيضاً. فعلى الرغم من تأكيد المطورين على انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أن التأثير البيئي الشامل للطيران بهذه السرعات يحتاج لتقييم شامل. وكما هو الحال مع أي ابتكار تقني، يجب الموازنة بين التقدم التكنولوجي ومتطلبات الاستدامة البيئية.