أبوظبي 3 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في خطوة تمثل قفزة نوعية نحو مستقبل النقل الذكي في المنطقة، شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي أولى الاختبارات الجوية للطائرة الكهربائية العمودية “ميدنايت”، التابعة لشركة “آرتشر للطيران”، وذلك بالتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار، ضمن إطار استراتيجي داعم لتطوير حلول التنقل الجوي المتقدم.
وأُجريت الرحلة التجريبية من مطار البطين للطيران الخاص، بمشاركة مسؤولي جهات حكومية معنية بقطاع الطيران والنقل، منهم الهيئة العامة للطيران المدني، مركز النقل المتكامل، طيران أبوظبي، مطارات أبوظبي، إلى جانب ممثلين عن شركاء “آرتشر” في المنطقة. وهدفت التجربة إلى تقييم أداء الطائرة في بيئة مناخية معقدة، تتميز بدرجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية وعواصف غبارية، لضمان جاهزيتها لتقديم خدمات تجارية مستدامة مستقبلاً.
وتأتي هذه التجارب في إطار خطة أوسع لشركة “آرتشر للطيران” لتوسيع برنامجها التجريبي في دولة الإمارات، بهدف جمع بيانات فنية دقيقة تدعم حصولها على شهادات الاعتماد التشغيلية، بما يمهّد الطريق لتدشين التاكسي الطائر تجاريًا في أسواق استراتيجية على مستوى المنطقة، بدءًا من أبوظبي.
ويتماشى المشروع مع رؤية مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة في الإمارة، الرامية إلى تمكين النقل الجوي الذكي كجزء من مشهد التنقل المستقبلي المتكامل. كما يمثل اختبار “ميدنايت” إحدى المبادرات العملية لمجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة “SAVI”، الذي يتيح بيئة تجريبية مثالية للشركات المتخصصة في تقنيات النقل المبتكر.
ويأتي نجاح هذه الاختبارات بعد أن حصلت الشركة مؤخرًا على الموافقة التنظيمية لتصميم أول مهبط للطائرات العمودية الكهربائية في دولة الإمارات، في محطة أبوظبي للرحلات البحرية بميناء زايد، مما يسرّع من جاهزيتها للانطلاق نحو مرحلة التشغيل التجاري بالشراكة مع مشغلين إقليميين بارزين، أبرزهم “طيران أبوظبي”.
ويُعد البرنامج التجريبي لـ”آرتشر” منصة استراتيجية لتعزيز موقع أبوظبي كمركز عالمي لريادة التنقل الجوي المستقبلي، في ظل الدعم الكبير الذي توفره الدولة للابتكار، لا سيما في مجالات النقل الذكي والتنقل المستدام، بما يعكس التزامها بالمضي قدمًا نحو مدن ذكية قائمة على الحلول المتقدمة والبنية التحتية المرنة.
وتُعد هذه الاختبارات بمثابة تمهيد فعلي لانطلاق التاكسي الطائر في سماء الإمارات، حيث تمثل أبوظبي نقطة الانطلاق الأولى لخدمة قد تغيّر قواعد التنقل في الحواضر الكبرى، وتفتح آفاقًا جديدة لحلول الطيران داخل المدن بطريقة آمنة وفعالة بيئيًا.