الولايات المتحدة الأمريكية.. كتبت: سارة هليل
في خطوة جديدة تعكس تطور أدوات الفحص الأمني واستجابة لحاجة المسافرين لتجربة سفر أكثر سلاسة، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن إنهاء الإجراء المألوف المتمثل في خلع الأحذية عند نقاط التفتيش في المطارات المحلية، لتنهي بذلك سياسة استمرت لما يقارب عقدين من الزمن.
هذا التحوّل التاريخي يأتي في إطار خطة تحديث الإجراءات الأمنية التي تتبناها الوزارة، حيث أوضحت أن هذه الخطوة جاءت مدفوعة بتطور تقنيات الكشف عن التهديدات، وفعالية منظومة أمنية متعددة الطبقات تضمن الحفاظ على سلامة الركاب دون الحاجة إلى الإجراءات التقليدية المرهقة.
من حادثة “الحذاء المفخخ” إلى عصر التكنولوجيا الذكية
تعود جذور هذا الإجراء الأمني الصارم إلى عام 2001، عندما حاول الإرهابي البريطاني ريتشارد ريد تفجير عبوة ناسفة كانت مخبأة في حذائه خلال رحلة من باريس إلى ميامي. وعلى إثر هذه المحاولة، بدأت السلطات الأمريكية في فرض إلزامية خلع الأحذية كجزء من إجراءات التفتيش في عام 2006، تزامنًا مع تعزيز الإجراءات الأمنية بعد تهديدات إرهابية جديدة تتعلق بالسوائل والمتفجرات.
كما شهد ذلك العام فرض حظر صارم على نقل السوائل والمواد الهلامية في الحقائب المحمولة، بعد اكتشاف مخطط لاستخدام متفجرات سائلة في هجمات جوية متزامنة.
تحديثات أمنية بوجه إنساني
ومع الإعلان الجديد، تُظهر وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها قادرة على تحقيق التوازن بين الأمن والراحة، مدفوعةً بإمكانات تكنولوجية متقدمة، من بينها أجهزة المسح الدقيقة والتحليل الفوري للمخاطر.
وتؤكد السلطات أن هذا القرار لن يُطبّق على حساب المعايير الأمنية، بل يمثل قفزة نوعية في كيفية إدارة أمن السفر دون إزعاج المسافرين، وخاصة كبار السن والعائلات.
خلفية مؤسسية: تأسيس إدارة أمن النقل
يُذكر أن إدارة أمن النقل (TSA) تأسست في نوفمبر 2001، عقب أحداث 11 سبتمبر، لتكون الجهة الفيدرالية المسؤولة عن حماية وسائل النقل المختلفة، وعلى رأسها الطيران المدني. ومنذ ذلك الحين، كانت الإدارة في طليعة المؤسسات التي تطور باستمرار آليات الفحص والرقابة، معتمدة على الذكاء الاصطناعي والتصوير ثلاثي الأبعاد وأجهزة كشف السوائل الذكية.