الباحة 10 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
تحوّلت المزارع الريفية في منطقة الباحة إلى لوحات طبيعية نابضة بالحياة، لم تعد تقتصر على كونها مصدرًا للإنتاج الزراعي فحسب، بل أصبحت محطات جذب سياحي لعشّاق التجربة الريفية والباحثين عن الهدوء وجمال الطبيعة.
فعلى امتداد الجبال والسهول، تتناثر مزارع الباحة بأنواعها الغنية؛ من أشجار اللوز والتين، إلى كروم العنب والرمان والنخيل، في مشهد يجمع بين الإرث الزراعي القديم وروح السياحة الحديثة. وتشهد هذه المزارع توافد العائلات والمصطافين، خاصة خلال مواسم الصيف والعطل، في ظل الدعم المتزايد للسياحة الداخلية وتطوير الوجهات الريفية في المملكة.
وفي حديث لأحد ملاك المزارع بمدينة الباحة، أشار إلى أن هذه الأراضي الزراعية كانت في الماضي محور حياة السكان، ومصدرًا رئيسيًا لمعيشتهم، إلا أن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية أعادت تشكيل علاقتهم بالأرض، حيث أصبح كثير من المزارعين يوجهون مزارعهم لخدمة السياحة الريفية وتجارب الزوار.
وأوضح أن العديد من المزارع شهدت تطورًا ملحوظًا في بنيتها التحتية لتواكب الاحتياجات السياحية، حيث جُهزت بمناطق جلوس عائلية، وتجارب تعليمية للأطفال حول الزراعة التقليدية، مع الحفاظ على الأصالة الريفية وروح الضيافة المحلية، وهو ما أسهم في رفع العوائد المالية لأصحابها، وإحياء العديد من العادات الزراعية القديمة التي كانت مهددة بالاندثار.
من جانبهم، أعرب عدد من الزوار عن إعجابهم بتجربتهم في مزارع الباحة، واصفين إياها بأنها مساحة للاستراحة والاتصال العميق مع الطبيعة، خاصةً في بيئة تحافظ على نقائها وجمالها الأخاذ. كما أثنوا على اهتمام أصحاب المزارع بتقديم تجربة شاملة تلائم جميع أفراد العائلة، وتخلق ذكريات لا تُنسى.
ويؤكد هذا التحول أن السياحة الزراعية تمثل ركيزة جديدة من ركائز التنمية السياحية المستدامة في المملكة، لاسيما في المناطق ذات المناخ المعتدل والطبيعة المتنوعة كمنطقة الباحة، التي تجمع بين الجمال البيئي والثراء الثقافي، لتُقدم نموذجًا يُحتذى به في استثمار المقومات المحلية في بناء تجربة سياحية متكاملة.