مصر 11 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في تحرك استثماري ضخم يجسد عمق التعاون بين القاهرة وأبوظبي، تنطلق المرحلة الأولى من مشروع “رأس الحكمة” على الساحل الشمالي لمصر، بقيادة شركة مدن القابضة الإماراتية، لتطوير مساحة تقارب 12 ألف فدان ضمن مخطط تحويلي شامل يهدف إلى تحويل المنطقة إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية.
مدينة سياحية فاخرة بمعايير دولية
المرحلة التأسيسية للمشروع، الذي يُعد من أكبر مشاريع التنمية السياحية في الشرق الأوسط، تتضمن إنشاء سبعة فنادق فاخرة، إلى جانب مجمعات فندقية وسكنية ومارينا بحرية عالمية الطراز، مما يرسخ رؤية متكاملة لمدينة سياحية متقدمة تمتد على مساحة تتجاوز 50 مليون متر مربع في أولى مراحل التطوير.
ومن المتوقع أن تُطرح الوحدات السكنية الأولى للبيع قبل نهاية عام 2025، في مؤشر واضح على تسارع وتيرة التنفيذ ووضوح خارطة الطريق.
استثمارات ضخمة وتخطيط متدرج
أُعلن عن مشروع “رأس الحكمة” رسميًا في أكتوبر 2024، ضمن شراكة استراتيجية بين مصر والإمارات باستثمارات إجمالية تبلغ 35 مليار دولار، ليصبح أحد أكبر المشروعات الاستثمارية الثنائية في المنطقة.
وتتولى “مدن القابضة” – المعروفة سابقًا باسم “كيو القابضة” – مهام التطوير الرئيسي، بينما ستُقسم الأعمال إلى مراحل تغطي إجمالاً 170 مليون متر مربع. وتم تخصيص المرحلة الأولى لتطوير نحو 50 مليون متر مربع، على أن تُستكمل المساحة المتبقية من خلال شراكات مع مطورين كبار من مصر والعالم، تحت إشراف شركة مشروع رأس الحكمة للتطوير العمراني التابعة لكل من ADQ و”مدن القابضة”.
مشروع عابر للحدود يعزز السياحة والتنمية المستدامة
لا يقتصر هذا المشروع على كونه تطويرًا عقاريًا، بل يُمثّل نموذجًا فعليًا لتكامل اقتصادي عربي يربط بين الاستثمار، والسياحة، والتنمية الحضرية الذكية. ويرى مراقبون أن المشروع قد يُعيد رسم ملامح الساحل الشمالي المصري ويُحوّله إلى مركز جذب سياحي دولي، يضاهي أشهر الوجهات العالمية.
وتركز الخطة الشاملة على استقطاب شرائح متعددة من الزوار والمستثمرين عبر تطوير بنية تحتية بمعايير عالمية، وتوفير تجارب فندقية فاخرة، ومرافق ترفيهية متكاملة.
تعاون دولي واسع وأفق مفتوح للنمو
تعتزم “مدن القابضة” التعاون مع نخبة من كبرى شركات التطوير العقاري من الإمارات، ومصر، ودول أخرى، لوضع وتنفيذ المخطط العام للمدينة الجديدة، مع اعتماد أحدث تقنيات التخطيط الحضري المستدام.
وتُعد هذه المبادرة خطوة نوعية ضمن توجه إماراتي واضح للاستثمار في المشروعات العابرة للحدود، بينما تُظهر التزام مصر بجذب استثمارات عالية القيمة، تدعم أهداف التنمية طويلة المدى، وتعزز موقعها على خريطة السياحة العالمية.