أبوظبي 17 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في خطوة مفاجئة هزّت قطاع الطيران الإقليمي، أعلنت شركة ويز إير هولدينغز بي إل سي عن إنهاء عملياتها التشغيلية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد ست سنوات من التواجد في السوق. هذا القرار لم يُسفر فقط عن إغلاق القاعدة الجوية، بل وضع مصير نحو 450 موظفًا على المحك، وسط تحديات لوجستية وقانونية تحول دون انتقال كثير منهم إلى مواقع الشركة في أوروبا.
وخلال اجتماع بالفيديو مع الموظفين، أبلغ جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي للشركة، أن جميع العاملين المتأثرين بالإغلاق سيُمنحون فرصة الانضمام إلى فروع “ويز” الأخرى داخل شبكتها الأوروبية، كما أشار إلى أن الشركة ستمنحهم مكافآت خاصة تُصرف في سبتمبر القادم. ورافقه في الاجتماع كل من المديرة الإدارية لويز إير المملكة المتحدة، إيفون موينيهان، مؤكدَين أن الإدارة تعمل جاهدة للاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الموظفين المتأثرين.
غير أن الواقع بدا أكثر تعقيدًا، إذ أوضح فارادي لاحقًا أن العديد من الموظفين الذين لا يحملون جوازات سفر أو تأشيرات أوروبية قد لا يتمكنون فعليًا من مواصلة العمل ضمن شبكة الشركة في أوروبا، واصفًا بعض الحالات بأنها “مستحيلة”. ومع ذلك، تعهدت ويز إير بالنظر في الظروف الفردية لكل موظف وتقديم الدعم اللازم عبر فرق الموارد البشرية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع للشركة تهدف إلى تقليص النفقات في ظل التحديات التي تواجهها، خاصة بعد المشاكل المتواصلة في محركات “برات آند ويتني”، والتي أجبرت الشركة على إيقاف عشرات الطائرات عن الخدمة، إضافة إلى العراقيل الجيوسياسية والتنظيمية التي كبّلت خطط التوسع. كما أقرّت الشركة بأن ارتفاع حرارة البيئة في أبوظبي ساهم في تآكل محركات الطائرات بشكل أسرع، وهو ما وصفه فارادي بأنه “أمر قاتل” من الناحية التشغيلية، مشيرًا إلى أن أولويات البنية التحتية في مطار العاصمة منحت الأفضلية لشركة الاتحاد للطيران، ما حدّ من قدرة ويز على التوسع والوصول إلى أسواق رئيسية مثل الهند وباكستان.
وتوقعت ويز إير أن تتأثر نتائجها المالية في عام 2026 بسبب استمرار عمليات إحالة الطائرات القديمة إلى التقاعد، وتعطل برامج الصيانة، وتأخر جهود خفض تكاليف المطارات.