اليابان تستقبل 21.5 مليون زائر خلال 6 أشهر.. طفرة سياحية قياسية تعكرها شائعات الزلازل

admin
admin 13 Views
3 Min Read

اليابان 18 يوليو ـــــــ كتب: سليم نويجع 

 

حققت اليابان إنجازًا غير مسبوق في قطاع السياحة خلال النصف الأول من عام 2025، بعدما تجاوز عدد الوافدين إليها حاجز 21.5 مليون سائح، مسجلة قفزة بنسبة 21% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب بيانات رسمية صدرت الأربعاء. ويُعد هذا الرقم أسرع نمو سياحي في تاريخ البلاد خلال ستة أشهر فقط، وفق ما أكدته منظمة السياحة الوطنية اليابانية.

 

شهر يونيو وحده شهد تدفقًا سياحيًا استثنائيًا، حيث استقبلت اليابان 3.4 مليون زائر، وهو رقم قياسي جديد يعكس زيادة بنسبة 7.6%، مدفوعًا بارتفاع معدلات السفر خلال عطلات المدارس الصيفية في مختلف أنحاء آسيا وأوروبا.

 

وعزت المنظمة هذا النمو الكبير إلى انتعاش حركة السفر من عدة دول، أبرزها الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند، إضافة إلى الولايات المتحدة وألمانيا، مشيرة إلى أن هذه الأسواق أظهرت أداءً قويًا مقارنة بعام 2024.

 

لكن في المقابل، واجهت اليابان تراجعًا حادًا في عدد الزوار القادمين من هونغ كونغ بنسبة 33.4%، متأثرين بشائعات متداولة عبر الإنترنت تتحدث عن زلزال مدمر يُتوقع حدوثه في يوليو 2025، وهي شائعات نفتها السلطات اليابانية بشكل قاطع مرارًا وتكرارًا. وكان سكان هونغ كونغ قد قاموا بنحو 2.7 مليون زيارة إلى اليابان في عام 2024، ما يجعل التراجع الحالي ملحوظًا.

 

وتعود جذور هذه المخاوف إلى قصة مصورة يابانية أعيد تداولها على نطاق واسع، تتنبأ بكارثة زلزالية، رغم استحالة التنبؤ بمثل هذه الأحداث علميًا، ما أدى إلى حالة من الهلع دفعت كثيرين لإلغاء رحلاتهم.

 

وفي إطار رؤيتها المستقبلية، وضعت الحكومة اليابانية هدفًا استراتيجيًا يقضي بمضاعفة أعداد السياح إلى 60 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030. وتسعى كذلك إلى توزيع الحركة السياحية بشكل أكثر توازنًا على مختلف الأقاليم، لتخفيف الضغط عن الوجهات الأكثر ازدحامًا مثل مواقع أزهار الكرز في الربيع.

 

لكن هذا التوسع في النشاط السياحي لم يلقَ ترحيبًا في جميع المناطق، إذ بدأت بعض المدن مثل كيوتو، العاصمة التاريخية، تعاني من تدفق الزوار، وهو ما أثار استياء السكان المحليين، على غرار ما تشهده مدن كبرى مثل البندقية الإيطالية.

 

وفيما تمضي اليابان قدمًا في استعادة زخمها السياحي بعد سنوات الجائحة، تبقى التحديات قائمة بين تعزيز الجاذبية العالمية للبلاد وضبط التوازن بين التنمية السياحية وراحة المجتمعات المحلية.

Share this Article
Leave a comment