جميرا 26 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في تحول جريء يعيد رسم ملامح مشهد السفر الفاخر في أفريقيا، برز منتجع “جميرا بريفيه” – الواقع على جزيرة خاصة قبالة سواحل تنزانيا – كأيقونة استثنائية لتجربة ضيافة لا مثيل لها. بأسعار تبدأ من 50 ألف دولار في الليلة، يحصل الضيوف على إقامة فيلا خاصة، يخت فاخر، وخدمة نقل بطائرة هليكوبتر، ضمن محمية بحرية طبيعية تُقدم أعلى درجات الخصوصية والترف.
يمثل المنتجع أول ظهور لعلامة “جميرا بريفيه”، التابعة لمجموعة جميرا المملوكة لحكومة دبي، والتي تسعى عبر هذه الخطوة لترسيخ حضورها في سوق الضيافة الفاخرة المتنامي بقوة في القارة السمراء.
الاستثمارات الخاصة تقود موجة جديدة من التوسع الفندقي
وسط تردد المقرضين التقليديين نتيجة التحديات السياسية، ونقص البيانات، وارتفاع تكاليف البناء في المواقع النائية، يُبرز المشروع كيف أصبح المستثمرون الأثرياء – من رواد التكنولوجيا إلى أصحاب المليارات في الشرق الأوسط – القوة الدافعة وراء المشاريع السياحية الكبرى في أفريقيا، بحثًا عن عوائد طويلة الأمد أو طموحات تترك أثرًا دائمًا.
وتُعد أفريقيا الآن وجهة مفضلة للعلامات الفندقية الفاخرة والمستثمرين العالميين، إذ تتجه الأنظار نحو مواقع بكر، وثقافات أصيلة، وتجارب أصيلة وفريدة.
ثقل استثماري من الشرق الأوسط وآسيا يُعيد تشكيل الضيافة في القارة
تحظى مشاريع مثل جميرا بريفيه بدعم تحالفات قوية، أبرزها شراكة جميرا مع مجموعة ثاندا السويدية، التي تقدم أيضًا تجربة سفاري فاخرة في جنوب أفريقيا. كما توسّعت شركة “كاسادا كابيتال مانجمنت”، المدعومة من صندوق قطر السيادي، إلى المغرب، في حين تواصل مجموعة “البواردي” الإماراتية تطوير مشاريع واعدة في زنجبار وسيشل.
نقلة نوعية في بنية القطاع السياحي
تحوّلت مشاريع الضيافة من نمطها الحكومي إلى نموذج أكثر مرونة تقوده رؤوس أموال خاصة تستهدف شريحة المسافرين الباحثين عن الفخامة المُطلقة. وخلال قمة فندقية في كيب تاون، تم الكشف عن أكثر من 240 مشروعًا فندقيًا جديدًا، لتنضم إلى قائمة تضم 577 فندقًا فاخرًا قيد التطوير في أنحاء القارة، تتجاوز طاقتها الاستيعابية 100 ألف غرفة.
ورغم الصعوبات الفنية واللوجستية التي يواجهها المطورون، من غياب البنية التحتية الأساسية إلى ارتفاع تكاليف التشييد في المناطق المعزولة، تظل أفريقيا خيارًا جذابًا بفضل انخفاض تكاليف الأراضي وفرص التوسع السريع.
المنافسة ترتفع.. والمخاطر قائمة
تُظهر التحديات السياسية والأمنية، ونقص الخبرات المحلية، أن الاستثمار في الضيافة الراقية بالقارة ليس خيارًا سهلاً. ورغم ذلك، يرى خبراء مثل مايكل باونال من “فالور هوسبيتاليتي بارتنرز” أن القارة تتيح فرصًا استثنائية للنمو والتميز للمستثمرين أصحاب الرؤية الجريئة.