تعد ولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، من سلطنة عمان من أجمل المناطق الجاذبة للسياحة، كما تعتبر أهم ولاية في جنوب الشرقية، وهي عاصمتها الإقليمية، وتقع على بعد 150 كلم جنوب شرقي العاصمة مسقط
واشتهرت صور قديما ولا تزال بصناعة السفن البحرية والصيد والنقل البحري، ولها تاريخ بحري طويل. ويطل عليها البحر من جهة الشرق، وأجمل مناطقها منطقة الهيجة التي تعتبر منارتها من أقدم المنارات البحرية في السلطنة لإرشاد السفن للرسو
وتعتبر ولاية صور أحد المراكز الإقليمية بمحافظة جنوب الشرقية، وهي أهم ولايات محافظة جنوب الشرقية وتقع في الجزء الشمالي، وتحدها من الشمال ولاية قريات ومن الجنوب ولاية جعلان بني بوعلي ومن الغرب ولاية وادي بني خالد وولاية الكامل والوافي ومن الشرق بحر العرب
وتتبع صور نيابتي طيوي ورأس الحد، وينقسم أهلها إلى 3 أقسام: حضر، وهم أصحاب التجارة، وبادية وهم أصحاب الماشية، ومزارعون وصيادون، ولقد لعبت صور دورا رياديا وتاريخيا في حركة التجارة والملاحة وتمتعت بعلاقات قديمة ومتينة مع البحر وتمتلك تاريخا عريقا في التجارة البحرية، حيث أبحرت السفن التجارية من ساحل (مخا) وقلهات الى أكبر الأسواق العالمية مثل الهند والصين وشرقا أفريقيا والسواحل الإيرانية واشتهرت بالعديد من الصناعات كبناء السفن حيث كانت أنشط مراكز بناء السفن في الجزيرة العربية في القرن الماضي إضافة الى تميزها بالصناعات الخشبية المختلفة وصناعة النسيج والحلوى والخناجر ومصاغ المرأة الصورية من الذهب والفضة والصناعات الجلدية والسعفية وتزخر صور ونيابتها وقراها بكم هائل من الفنون الشعبية العريقة والمتنوعة مثل فنون الرزحة والميدان والتشحشح والفنون البحرية
وواكبت ولاية صور النهضة العمانية المباركة التي أرسى دعائمها السلطان الراحل، قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وتحظى اليوم في عهد جلالة هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، باهتمام كبير من لتحقيق نهضة سياحية عبر إنشاء المرافق الخدمية والسياحية كالفنادق والاستراحات، إضافة الى الحدائق الطبيعية وحدائق البلدية والمتنزهات والشواطئ الجميلة
وتأسر ولاية صور قلوب زوارها لأن بها قلهات ذات الشواطئ الرملية البيضاء الساطعة التي تعتبر عامل جذب سياحي لمحبي السياحة البحرية والتخييم للسياح من داخل عمان وخارجها، ولمحبي المغامرة والتخييم والسياحة الجبلية فإن لقلهات جبال شاهقة ترتفع عن سطح البحر 2300 متر وتصل فيها درجة الحرارة مع فصل الشتاء عشرة تحت الصفر
لذلك هي مكان مثالي لمحبي الهدوء والاسترخاء وبعيدا عن صخب المدن وتلوث عوادم المركبات والمصانع، وهناك متعة التخييم على جبال قلهات التي تعتبر من اجمل المعالم السياحية بالسلطنة من حيث سحر الطبيعة وجمال الزهور البرية وهدوء المنطقة ونقاء جوها العليل وحيواناتها البرية التي تسرح بين جنباتها، قديما قال عنها ماركو بولو لما زارها في القرن الثالث عشر الميلادي ان الجبال التي خلف قلهات هي حصن طبيعي لها، ومن الأشياء التي تأسر القلوب نجد وادي شاب في نيابة طيوي حيث يعتبر لوحة فنية طبيعية، وبالقرب من وادي الشاب وادي طيوي الذي يقصده السياح محبي المغامرات والمشي الجبلي
وتُعد مدينة قلهات من أقدم المدن والموانئ العُمانية وتقع على حافة جرف بحري يبعد عن مدينة صور في محافظة جنوب الشرقية بحوالي 25 كم باتجاه الشمال الغربي، وتبعد عن مدينة مسقط بنحو 150 كم إلى الجنوب الشرقي
وانضمت مدينة قلهات التاريخية في سلطنة عمان إلى قائمة التراث العالمي في عام 2018
واكتسبت المدينة عظمتها عبر ملايين السنين. وحظيت مدينة قلهات بزيارة عدد من الرحالة والمستكشفين. فقد زارها الرحالة ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي في أوج ازدهارها وأطلق عليها اسم «قلاياتي» تأثراً بلغته الايطالية، وذكر في أخبار رحلاته المدينة ووصف ميناءها الكبير الذي تؤمه بكثرة سفن التجارة القادمة من الهند بسب أهمية موقعه كميناء تجاري وسيط لنقل مختلف البضائع والسلع إلى محافظات عُمان
ويعتبر ضريح بيبي مريم من الآثار التاريخية المتبقية الدالة على أهمية قلهات التاريخية حيث زين المبنى بنقوش بديعة وله قبة متناسقة الأبعاد تهدم بعض أجزائها وتتشابه جدرانها الأربعة في التصميم والزخرفة إلى جانب العديد من الآثار كخزان لمياه الشرب وحوض ماء إضافة إلى بعض المباني وآثار القبور وسور يحيط بالمدينة