رحلة عبر الزمن..بيوت حتا القديمة تروي حكايات من عاشوا خلفها

data
data 615 Views
2 Min Read

الجدران الحجرية أو قوالب الطوب التي اعتمدها السكان قديماً لبناء بيوتهم تعتبر حصوناً منيعة شيدت لتحمي أسرار قاطنيها ونمط حياة خاص بمن يعيش خلفها، ما يمنحهم فرصة يومية كي يروا عظمة الإنجاز، ولتسجل الأجيال اللاحقة حرفية ما صنعته أيادي أجدادهم

هنا في حتا عبق الماضي يتضوع أصالة حيث تتميز هذه المدينة المحبوبة بموقعها الساحر بطبيعة خلابة بين الجبال التي تحتضنها وكأنها الأم الرؤوم..الماء يحف شواهقها السامقة والخضرة في كل مكان وتتربع أوابد شامخة شاهدة على حياة أهل حتا.. فما أن تدخل البيوت القديمة حتى ينتابك شعور أنك تحادث قاطنيها، تشعر بفرحهم وتعبهم وأملهم والذي عاشته الآن الأجيال الشابة بعد الاتحاد. يبدو وكأن الجدران تشجع أيضاً على الروح الجماعية.. عندما كبرنا هنا، كانت المدينة بأكملها تنبض بالحياة.. تواد أهلها وبشاشتهم تخبرك أنك في ضيافة الأكرمين.. هنا عاشوا.. وهنا بنوا.. وهنا تكاتفوا وتعاونوا حتى أصبحوا أسرة كبيرة واحدة.. همهم مشترك وفرحهم مشترك.. لسان حالهم عندما تسألهم عن أوضاعهم يأتيك الجواب «بخير بفضل الله والقيادة».. يعيشون حداثة المدينة وأصالتها التي تربوا عليها

بيوت حتا القديمة أحجار وخوص.. اشترك الجميع في بنائها فتستنشق رائحة تعب الجميع من خلالها.. تبعث هذه المدينة الهادئة على الود، وتدعو إلى الاسترخاء والطمأنينة، وبالرغم من أن هناك الكثير من النشاطات الثقافية والأدبية التي تحتفل بتاريخ البلدة الصغيرة، فإن اجتماع أهلها وتلاقيهم يبقى عنواناً للتلاحم وكأن جميع القاطنين أبناء عمومة، وعندما تدخل مجلسهم تتذوق القهوة العربية والتمور والسؤال عن حالك

فالتاريخ هو الهوية الحقيقية للأمم والشعوب، البيوت والمباني المختلفة ليست مجرد هياكل معمارية جامدة، ولكنها عناصر محملة بكثير من المؤشرات والدلالات الفنية والمعمارية، إذ تمثل أشكال وأنماط العمارة جزءاً رئيساً من مكونات ثقافة أي دولة وتراثها، فهي ترتبط بروابط وثيقة بالبيئة والجغرافيا التي تحيط بها، وتستمد من المكان طابعها العام وملامح خصوصيتها، كما تستمد مواد البناء من الخامات المتوافرة في البيئة وفقاً لطبيعتها، وهو ما يجعلها قادرة على التكيف مع البيئة والحفاظ عليها

ويبقى التراث هو العنوان الأشمل عملاً بقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من ليس له ماضٍ ليس له حاضر أو مستقبل

TAGGED:
Share this Article
Leave a comment