مسقط السائح الخليجي
ادركت مجلة “تايم” الأمريكية مسجد باب السلام بمسقط ضمن قائمة أعظم أماكن العالم لعام 2024.
وقالت المجلة إن ناطحات السحاب المتطورة في الشرق الأوسط كانت لسنوات تقف جنبًا إلى جنب مع المساجد الفخمة ذات التصاميم المستوحاة من العمارة الإسلامية الكلاسيكية.
وأوضحت أن في الآونة الأخيرة، ظهرت أشكال جديدة من دور العبادة في مدن خليجية، وغالبًا ما يتم تشييدها بالتصميم القديم ولكن بطرق جديدة وغير متوقعة.
وأشارت إلى أن في العام الماضي، كشفت شركة التصميم العمانية “التقدم” عن مسجد باب السلام في مسقط، الذي يحوي هياكل دائرية ذات اللون الوردي.
وبينت المجلة أن قبة المسجد مكونة من أكثر من 1600 مصباح كريستالي بالإضافة إلى ثُريا فوق قاعة الصلاة الرئيسة.
ووصفت المجلة المسجد بأعجوبة مينيمالية يغمرها الضوء الطبيعي”، وهو بحد ذاته تحفة معمارية تُعتبر من الأماكن التي يجب زيارتها في محافظة مسقط.
في السياق ذاته قال عبدالرحيم بن إبراهيم الكندي، مدير البحوث والمبادرات الثقافية، بـ”مكتب التقدم”، المنفذ لمشروع مسجد باب السلام الذي تم بناؤه بدعم من مؤسسة الجسر الخيرية إن الرؤية الهندسية المعمارية التي أسست لوجود المسجد، مبنية على البحوث و التجارب؛ لذلك قمنا بعمل بحوث في تاريخ المساجد مع العمل على دراسات تحليلية للأنماط والمكونات الخاصة به، وربطها بالتوجهات المعمارية المتعلقة به أيضا، مع تتبع نتائج تلك الدراسات، من بينها المحراب في بداية الإسلام بمجرد طلاء بسيط ليرشد الناس إلى القبلة، وتغيره مع مرور السنين ليصبح بالشكل المعروف حاليا.
وأضاف: أردنا أن نطرح فكرة المحراب بطريقة مبتكرة بحيث يوازي المحاريب المشهورة في سلطنة عُمان، وهذا ما تتبعنا أثره في محراب مسجد العوينة الموجود في المتحف الوطني.
وعن المؤهلات غير الاعتيادية التي أهلت مسجد باب السلام في سلطنة عُمان ليكون مدرجا ضمن قائمة أعظم أماكن العالم لعام 2024، يشير الكندي إلى أن تركيزنا جاء على تجربة (المُصلي) ليدخل في تجربة روحية تعززها عناصر التصميم منذ رؤية منارة المسجد، التي تضم مصلي النساء بداخلها، مرورا بالبستان الذي توجد به مسطحات مائية لتأخذ المصلين من ضوضاء المدينة، دخولا إلى قاعة الصلاة التي تتسم بتصميم يوحي بالشعور بالسكينة، دون زخارف مشتتة لتجعل المصلي في حالة من السكينة في العبادة.
وأضاف أنه رُوعي في تصميم المسجد جانب الاستدامة البيئية عبر الاستفادة من العناصر الطبيعية من خلال دراسة حركة الرياح والشمس، حيث تم تقديم تصميم للتقليل من استهلاك الكهرباء ليصبح صديقًا للبيئة.
وقال مروان بن عبدالملك البلوشي مدير قسم التصميم بالمشروع، إنه في جانب التقليل من استهلاك الكهرباء والاستفادة من الضوء الطبيعي، تم عمل فتحات لدخول الضوء الكافي في المسجد حيث تم دراستها في أوقات وجود الشمس، وفي نفس الوقت تقلل من دخول الأشعة المباشرة وبالتالي تقليل استخدام أجهزة التكييف، كما أن المحراب عبارة عن فتحة بسيطة في الجدار تسمح بدخول نور خفيف وتعطي تصميما يرشد الناس إلى التفكير الروحي.
وحول تفرد مسجد باب السلام عن غيره من المساجد، وجعله أيقونة معمارية، أشار إلى أنه تم إخفاء رفوف المصاحف في الجدران حتى لا تشتت المصلين وقت العبادة، كما أنّ السجادة صنعت خصيصا بدون نقوش وبطريقة متدرجة توضح خطوط صفوف المصلين، أما مصلى النساء فجاء بطريقة فريدة يُعطي المصليات تجربة روحية جديدة بها مساحة عمودية.
وأضاف أن تصميم المسجد الذي جاء بشكل دائري أعطى نتيجة مستدامة للصوت، الذي قلل توسع صداه، مع عدم الحاجة لاستهلاك مكبرات الصوت بشكل كبير، وكإضافة لاستغلال الموارد الطبيعية تم عمل كراسي الوضوء المصنوعة من أحجار الرخام عُماني، بالتعاون مع نحاتين عمانيين.