هانوي – كتبت: سارة هليل
شهد مطار نوي باي الدولي في العاصمة الفيتنامية هانوي حادث تصادم أرضي بين طائرتين تابعتين لشركة الخطوط الجوية الفيتنامية، أسفر عن توقف الرحلات على عدد من المسارات الحيوية، دون تسجيل إصابات بين الركاب، وفقاً لتقارير رسمية.
وقع الحادث يوم الجمعة الموافق 27 يونيو الجاري، عند تقاطع الممرين S وS3 في المطار، حينما كانت طائرة بوينج 787-9 دريملاينر (VN-A863) تستعد للإقلاع نحو مدينة هوشي منه، واصطدمت بجناحها الأيمن بمؤخرة طائرة إيرباص A321 (VN-A338) التي كانت ثابتة على المدرج في انتظار الإذن بالإقلاع إلى مدينة ديين بيان.
ورغم أن الحادث تسبب في أضرار مادية واضحة للطائرتين وتناثر الحطام على أرض الممر، أكدت الجهات الرسمية عدم تسجيل أي إصابات بين الركاب البالغ عددهم 386 راكباً، والذين أُعيدوا بسلام إلى مبنى الركاب، مع تأمين رحلات بديلة لهم.
تحقيق فوري والاشتباه بخطأ بشري
وبدأت هيئة الطيران المدني في فيتنام، بالتعاون مع هيئة المطارات الشمالية، تحقيقًا فنيًا للوقوف على ملابسات الحادث، حيث رجّحت النتائج الأولية توقف طائرة الإيرباص قبل نقطة الوقوف المحددة لها، في وقت استُبعدت فيه العوامل الجوية باعتبارها سببًا للحادث، لتتجه الأنظار نحو احتمالية سوء التنسيق أو خلل في التواصل بين الطاقم والمراقبين الأرضيين.
وجرى سحب الطائرتين إلى مناطق معزولة داخل المطار لإجراء الفحوص الفنية، وسط تدقيق شامل في الإجراءات التشغيلية والبروتوكولات المعتمدة على أرض المطار.
تداعيات تشغيلية وشبح الازدحام
الحادث تسبب في تعطيل عدد من الرحلات المحلية، خاصة على المسار الرابط بين هانوي ومدينة هوشي منه، أحد أكثر الخطوط الجوية ازدحامًا في البلاد. وتسعى الشركة إلى تقليص آثار الحادث وضمان استمرارية العمليات، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول جاهزية البنية التحتية الحالية لمواكبة التوسع السريع الذي يشهده قطاع الطيران الفيتنامي.
ويضع الحادث الشركة ضمن قائمة من شركات الطيران العالمية التي واجهت حوادث مشابهة، منها رايان إير، كيه إل إم، إير تشاينا، رويال بروناي، وآسيانا، ما يسلّط الضوء على المخاطر المرتبطة بعمليات المناولة الأرضية.
دعوات لتعزيز إجراءات السلامة
يرى مختصون أن الحادث يُعد جرس إنذار بشأن ضرورة مراجعة إجراءات التنقل الأرضي للطائرات، وتحديث قواعد الحركة على الممرات، مع تعزيز معايير التدريب لطواقم العمل الأرضية، وتشديد بروتوكولات التواصل بين الطيارين والمراقبة الجوية.
ويؤكد خبراء الطيران أن الحفاظ على السلامة لا يقتصر على الأجواء، بل يبدأ من الأرض، مشيرين إلى أن الحوادث الأرضية قد تكون مدمّرة إن لم تُعالج ضمن منظومة صارمة للإدارة والمراقبة.